مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
تٌواجه الأقليات المسلمة في الغرب عددًا من التحديات، مثل الادعاءات الغربية التي تُمارس ضد الإسلام والمسلمين وتنعكس سلبيًّا لتُنتج مختلف الصور النمطية والتحيزات العنصرية ضدهم؛ إذ يؤدي ذلك إلى عدم استقرار الهوية وازدواجية الانتماء. وقد ساهمت رواية ما بعد الكولونيالية في نقل هذا الواقع المعاش، خاصة فيما يخص مسألة الهوية، وحضور الذات بكل مكوناتها الدينية والاجتماعية والثقافية مقابل الآخر المختلف. وعليه؛ تهتم هذه المقالة بدراسة أزمة الهوية الإسلامية في المجتمع الأمريكي في “الفتاة المسلمة" (2014) للكاتبة أم زكية من الولايات المتحدة الأمريكية، وترتكز على ثلاثة مفاهيم رئيسة في دراسات ما بعد الكولونيالية؛ هي: الهوية، والفضاء الثالث، وتفكيك المركزية، حيث تهدف الدراسة إلى اكتشاف التحديات التي تواجه الهوية في الرواية المختارة، وتحلل صور تأزم الهوية الدينية و نكشف عن دور الرحلة والأحكام المسبقة والتحيز الديني في ازدواجية الهوية و تمزقها، كما نبيّن كيفية تأثير سياسة التهميش على الشخصية الرئيسية، مما يؤدي بها إلى التفاوض على هويتها الدينية وإثبات وجودها في الفضاء الثالث مفككة بذلك وهم مركزية المسيحي الغربي. وقد وظَّفنا المنهج الكيفي غير التجريبي معتمدين على طريقة التحليل الوصفي النظري باستخدام النص الأدبي، مع مصادر ثانوية نقدية، وبعد التحليل والمناقشة؛ خلص البحث إلى عدة صور تتبث ازدواجية هوية البطلة وعيشها في الفضاء الثالث بعد الانتقال من الشرق إلى الغرب متأثرة بعوامل كالعنصرية الدينية، والشعور بالاغتراب من المكان، والانبهار بثقافة الآخر، والشعور بالدونية مما يدفع بالبطلة إلى المقاومة والتماهي مع الأنا الغربية المسيحية المهيمنة لأجل تحقيق أهداف التعايش والنجاح